تفسير سورة المسد

تفسير سورة المسد

تُعَدّ سورة المسد واحدة من السور التي تتضمن تحذيرا لأعداء الإسلام من عواقب أعمالهم الخبيثة وعقبة الثروة والأموال أمام الحقيقة. كما تمنح درسًا عمليًا حول عقوبة الله لأولئك الذين يعارضون ويعادون الإسلام في هذه الدنيا والآخرة، وتعلم المؤمنين أنهم، بالرغم من صعوبة المواجهة، سيرعاهم الله وسيمنحهم النصر في النهاية. في هذه المقالة، نقدم لك تفسير سورة المسد وأسباب نزولها وفضل قراءتها.

تاريخ وأسباب نزول سورة المسد

نزلت سورة المسد كرد على مكر أبي لهب وزوجته، إذ كانا من أعنف أعداء النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وكانا يستهدفانه بالإيذاء والشتم واللعن.

وروى البخاري عن ابن عباس قائلاً: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء وصعد الجبل، ثم نادى: ‘يا صباحاه’، فانتهجه قريش. قال: ‘أرأيتم إذا حذرتكم أن العدو سيغزو بكم صباحا أو مساء أتصديقوني؟’، قالوا: ‘نعم’. قال: ‘فإني نذير لكم بقدوم عذاب شديد’، فقال أبو لهب: ‘هل لهذا جمعتنا؟ ويحك!’، وفي ذلك الوقت نزلت الآية: ‘تبت يدا أبي لهب وتب’.”

معاني سورة المسد

تتحدث سورة المسد عن مصير أبي لهب وزوجته في الآخرة، حيث سيعاقبون في نار جهنم. في الآية الأولى، تعلن السورة أن أبا لهب خسر كل شيء في الدنيا والآخرة، إذ تبت يديه وتبت. هذا يعني أن ثروته ومكانته لم تنفعه في الدنيا ولن تنفعه في الآخرة.

في الآية الثانية، تؤكد السورة أن أبا لهب سيدخل النار وسيصبح جزءًا منها.

وفي الآية الثالثة، تتحدث السورة عن زوجة أبي لهب، التي كانت تحمل الحطب وتلقيه في طريق النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. وتقول لها السورة: ‘وامرأته حمالة الحطب’، أي أنها ستكون في الآخرة حاملة للحطب إلى نار جهنم.

وفي الآية الرابعة، تؤكد السورة أن زوجة أبي لهب ستسحب إلى النار بواسطة حبل مصنوع من مادة مسد. وفي الآية الخامسة والأخيرة، تؤكد السورة مرة أخرى أن أبا لهب وزوجته سيعاقبان في نار جهنم.

اقرأ أيضاً: تفسير سورة الفلق

فوائد قراءة سورة المسد

إضافة إلى الفضائل المذكورة أعلاه، فإن لقراءة سورة المسد فوائد عديدة، منها:

  1. تذكير المسلم بقدرة الله وعظمته، وأن الله لا يقبل من الكفار أعمالهم.
  2. تقوية إيمان المسلم، وزيادة يقينه بوعد الله وعقابه.
  3. تطهير قلب المسلم من الحقد والكراهية.
  4. الشعور بالراحة والطمأنينة عند قراءة السورة، وذلك لتأكيدها على أن الله ينصر عباده المؤمنين.

اقرأ أيضاً عن: تفسير سورة الإخلاص

تفسير سورة المسد

سورة المسد هي السورة رقم 111 في القرآن الكريم، وتعتبر من المكية. تحمل السورة اسم “المسد” وهو لقب يشير إلى أحد الأعداء الشرسين للإسلام في مكة وهو أبو لهب، وكان يعد من أعنف المعاندين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في بداية نشر الإسلام، تتألف سورة المسد من 5 آيات قصيرة، وتناقش بشكل عام عقاب الله لأعداء الحق والإسلام. إليك تفسير محتوى السورة آية بآية:

تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ (1) مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ (3) وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ (5)

الآية 1: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”

تعني “هلكت يدي أبي لهب وهلك”، وهي تعبر عن نهاية مؤلمة وهلاك أبي لهب الذي كان يعد من أعداء الإسلام.

الآية 2: “مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ”

تعني “لن ينفعه ماله وما كسب”. هذه الآية تشير إلى أن ثروة أبي لهب ومكاسبه لن تنفعه في الدنيا ولا في الآخرة، وأنه سيكون معرضًا لعذاب الله.

الآية 3: “سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ”

تعني “سيدخل ناراً ذات لهب”. تشير هذه الآية إلى عذاب الجحيم الذي سيصيب أبا لهب في الآخرة، حيث سيكون معرضًا للنار والعذاب.

الآية 4: “وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ”

تعني “وزوجته حمالة الحطب”. تذكر هذه الآية أن زوجة أبي لهب، وهي فاطمة بنت عبد العزى، ستكون محمولة على رقبتها حزمًا من النار كعقاب لها على دعمها ومساندتها لزوجها في معاندة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

الآية 5: “فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ”

تعني “في عنقها حبل من مسد”. هنا يشير القرآن إلى أن زوجة أبي لهب ستكون معقوفة بحبل من مادة مسد حول عنقها كعقاب آخر لها.

تستطيع القراءة كذلك عن: تفسير سورة الناس

يمكنك الآن الانضمام إلى دورات أكاديميات تحفيظ القرآن عبر الإنترنت، حيث يقدم خبراء ومشايخ مؤهلين دورات في تفسير وحفظ القرآن الكريم. يمكنك اختيار من بين مجموعة متنوعة من الدورات، بالإضافة إلى فصول تجريبية مجانية لأطفالك.

المصادر والمراجع

quranpedia – islamway

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرئيسية
من نحن
الخدمات
الباقات
المقالات
التواصل